كهف بني حرام


الاسم:


سمي بكهف(1) بني حرام لوقوعه بالقرب من شعب بني حرام في جبل سَلْع(2)، ويُطلق على كهف بني حرام هذا، كهف السجدة(3)، ربما لما روي من  سجود النبي فيه شُكراً لربِّهِ عز وجل، ولما روي من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في صحنه(4)، وقد سماه ابن شبة كهف سَلْع(5)، وسماه الطبراني باسم الجبل الموجود فيه، أي: جبل ثواب(6).


الموقع:


كان موقعه في غربي جبل سَلْع على يمين السالك إلى مساجد الفتح من الطريق القبلية، وعلى يسار السالك إلى المدينة إذا زار المساجد وكَرَّ راجعاً إلى المدينة، تُقابله حديقة نخل تُعرف بالغنيمية في بطن وادي بُطحان غربي جبل سَلْع(7)، وهو اليوم على يمين المتوجّه من المدينة إلى مساجد الفتح، من الطريق القبلية إذا قرب من البطن الذي هو شعب بني حرام، فهناك مجرى سائله تسيل من سَلْع إلى بطحان، فإذا دخل في تلك السائلة وصعد يسيرا من سَلْع طالبا جهة المشرق، كان الكهف على يمينه(8)، ويبعد كهف بني حرام عن طريق السيح المُوصِل للمساجد السبعة (313 متراً) ثلاثة عشر وثلاثمائة متراً، وعن مسجد بني حرام (184 متراً) أربعة وثمانون ومائة متراً، والكهف أعلى المسجد.


وصفه ومآله:


عُني المؤرخون بهذا الكهف، حيث وصفه أحدهم بأنه في ‌سَلْع على يمين المتوجه من المدينة إلى مساجد الفتح من الطريق القبلية بقرب شعب بني حرام في مقابلة الحديقة المعروفة بالنقبية التي تكون عن يساره، فإن عن يمينه هناك مجرى سائلة تسيل من سَلْع إلى بطحان، فإذا دخلها وصعد يسيراً في المشرق كان الكهف عن يمينه، وهو على شعب الجبل دون العلو من سَلْع، إذا وقفت عليه يقابلك حصن خل وتحته مسجد بني حرام عن يمينه، وهو شعب متسع به آثار مساكنهم وأثر مسجدهم الكبير الذي زاد عمر بن عبد العزيز في بنائه، وعلى الكهف حجر كبير مثل السقف للبيت، وفي جانبه إلى المغرب طاق صغير يشرف على الذاهب إلى المساجد(9). ويصفه العياشي بأنه في شعب من جبل سَلْع مما يلي شمال حوش ذنيب كلب وعنده كانت المجزرة القديمة(10).


الأحداث التاريخية المرتبطة به:


ارتبطت بهذا الكهف أحداث تاريخية مهمة، وخاصة في العهد النبوي، فقد كانوا أيام الخندق يخرجون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخافون البيات، فيدخلون به كهف بني حرام فيبيت فيه حتى اذا أصبح هبط(11)، كما ورد فيه قصة إطالة سجود النبي صلى الله وسلم في الكهف حتى أتاه جبريل عليه السلام بهذا الموضع، فقال: إن الله تبارك وتعالى يقرئك السلام، ويقول لك: ما تحب أن أفعل بأمتك؟ قلت: الله أعلم، فذهب ثم جاءني، فقال: إنه يقول: لا أَسُؤكَ في أمتك، فسجدت، فأفضل ما يتقرب به إلى الله السجود(12).

 


(1) كهف: شبه البيت المنقور في الجبل انظر الجوهري، إسماعيل، (ت: 393هـ): الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين – بيروت، الطبعة: الرابعة 1407هـ‍-1987م، (4/1425).

(2) السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى – 1419هـ، (3/45)، عبدالغني، محمد إلياس، المساجد الأثرية في المدينة النبويَّة، ط2، (المدينة المنورة: مطابع الرشيد، 1419هـ/1999م)، ص49.

(3) التمام، غازي بن سالم، رسائل في آثار المدينة، النادي الأدبي بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى1421هـ-2002م، ص24.

(4) الطبراني سليمان بن أحمد (ت: 360هـ): المعجم الأوسط، تحقيق طارق بن عوض الله بن محمد، عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني دار الحرمين – القاهرة، (9/49)،  السمهودي: وفاء الوفاء، (3/45).

(5) ابن شبة عمر (ت: 262هـ): تاريخ المدينة، حققه: فهيم محمد شلتوت طبع على نفقة: السيد حبيب محمود أحمد – جدة 1399هـ، ص64.

(6) الطبراني: المعجم الأوسط، (9/49).

(7) الفيروز آبادي، مجد الدين أبي الطاهر محمد (ت: 817هـ): المغانم المطابة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1439هـ-2018م، (3/1242).

(8) شراب محمد بن محمد حسن: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، دار القلم، الدار الشامية - دمشق - بيروت الطبعة: الأولى – 1411هـ، ص254.

(9) العباسي، أحمد بن عبد الحميد (المتوفي في القرن العاشر الهجري): عمدة الأخبار في مدينة المختار، صححه وتحرير ألفاظه: محمد الطيّب الأنصاري، قام بتصحيحها: حمد الجاسم، توزيع: المكتبة العِلميَّة - المدَينة المُنورّة، الطبعة: الخامسة، ص180.

(10) العياشي، إبراهيم بن علي (ت: 1400هـ): المدينة بين الماضي والحاضر، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، ت: ط1392هـ-1972م، ص78.

(11) ابن زبالة محمد بن الحسن (ت 199هأ): أخبار المدينة، جمع وتوثيق ودراسة: صلاح عبد العزيز زين سلامة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة: الأولى 1424هـ - 2003، ص219، ابن شبة عمر (ت: 262هـ): تاريخ المدينة، حققه: فهيم محمد شلتوت طبع على نفقة: السيد حبيب محمود أحمد – جدة 1399هـ، (1/103)، المراغي زين الدين (ت: 816)، تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان الطبعة: الأولى 1422هـ-2002م، ص297، الفيروز آبادي: المغانم المطابة، (3/1241-1242).

(12) الطبراني: المعجم الأوسط، (9/49). والحديث ضعيف فيه: إسحاق بن إبراهيم مولى مزينة: لين الحديث. تقريب التهذيب (ص: 99، ت: 326).

كود لاظهار الخريطه

qrcode

روابط ذات صلة


صور المعلم

معالم ذات صلة