الاسم:

زغابة كسحابة والغين معجمة، وقد ضبطها البكري: زعابة -بالضم وإهمال العين– وهي موضع قريب من المدينة، وهو مجتمع السيول آخر العقيق⁽¹⁾، وقد وقع الوهم من بعض المؤرخين حول تسميتها، فقالوا: إنّها الغابة⁽²⁾.

الموقع:

تقع في مجتمع السيول آخر العقيق غربي قبر حمزة رضي الله تعالى عنه، وهي أعلى إضم⁽³⁾، وهي تشمل كافة ما على ضفتي العقيق من جماء أم خالد إلى ضلعات الرسى وفيها العرصات كلها⁽⁴⁾.

وصفه ومآله:

يصب فيها سيل وادي بطحان، وقناة، والعقيق، وبالجملة فهي مجمع سيول المدينة كما ذكر المؤرخون ومشاهد بالعين⁽⁵⁾، وقد أقيمت أحياء سكنية، في بعض مواضعها.  

الأحداث التاريخية المرتبطة به:

ارتبطت هذه المنطقة ببعض الأحداث التاريخية، مما أعطاها مكانة وأهمية، ومن ذلك ما ورد في قصة العرنيين الذين اعتدوا على إبل الصدقة، فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم عشرين فارساً بقيادة كرز بن جابر بأثرهم فأدركوهم وأتوا بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم  بالزغابة بمجتمع السيول⁽⁶⁾، ومن ذلك أيضاً ما روي في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال في ناقةٍ أهداها إليه أعرابي، فكافأه بستِّ بكَرَات، فلم يرض: أَلا تعْجبُونَ لهَذَا الْأَعرَابِي: أهْدى إِلَى نَاقَة أعرفهَا بِعَينهَا كَمَا أعرف بعض أَهلِي، ذهبت منى يَوْم زغابة، وَقد كافأته بست فسخط⁽⁷⁾، كما وورد ذكرها عند تحديد موضع نزول قريش في غزوة الخندق⁽⁸⁾، فهذه الأخبار كلها تؤكد على أهمية هذا المعلم في تاريخ المدينة، ودوره في مجريات الأحداث التي شهدتها.   

صور منطقة زَغَابَة:

زغابة ، ويُرى قصر طيبة فوق الجبل.

زغابة بين أحد والجرف.

(1) البكري، معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع، عالم الكتب، بيروت، الطبعة: الثالثة، 1403هـ (2/698)، والفيروز آبادي، مجد الدين أبي الطاهر محمد (ت: 817هـ): المغانم المطابة،
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1439هـ-2018م، (3/1010) (3/1047) السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تحقيق قاسم
السامرائي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1422هـ/2002م، (4/309).

(2) الخياري، أحمد ياسين (ت: 1380هـ): تاريخ معالم المدينة المنورة قديمًا و حديثًا، تعليق عبيد الله  محمد أمين كردي، دار العلم للطباعة والعلم، ط3 1412هـ-1991م، ص243.

(3) السمهودي: وفاء الوفاء، (4/309)، شراب محمد بن محمد حسن: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، دار القلم، الدار الشامية - دمشق - بيروت الطبعة: الأولى - 1411هـ، ص134.

(4) العياشي، إبراهيم بن علي (ت: 1400هـ): المدينة بين الماضي والحاضر، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، ت ط 1392هـ-1972م، ص515.

(5) العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، ص515، الأنصاري: عبد القدوس (1403هـ): آثار المدينة المنورة، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، ط3، 1393هـ/1973م، ص179.

(6) ابن سعد، محمد (المتوفى: 230هـ): الطبقات الكبرى، تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1410هـ - 1990م، (2/71).

(7) بن حنبل أحمد (241هـ): المسند  تحقيق شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م،
(13/296)، وقال محققو المسند: حسن لغيره، ياقوت الحموي: معجم البلدان،(3/141)، الفيروز آبادي: المغانم  المطابة، (3/1048)، السمهودي:وفاء الوفاء، (4/39).

(8) ابن هشام: السيرة, تحقيق مجدي السيد، دار الصحابة للتراث، طنطا، ط1، 1416هـ/1995م، (2/219)، الفيروز آبادي: المغانم  المطابة، (3/1047)،  السمهودي: وفاء الوفاء، (4/308-309).