باب الكومة


الموقع الجغرافي والحدود:


يقع باب الكومة في الجهة الشمالية للمدينة المنورة مقابلًا لجبل سلع(1)، وهو ثالث أبواب السور الخارجي "البراني"(2)، وملاصق للخندق القديم(3) الذي كان حول القلعة(4).


ويقع في مناخة بين السورين، كما تقع الدائرة الحكومية فوق الباب والسجون الخاصة بالرجال والنساء بجانب الدائرة الحكومية، ولكنها في جهة القلعة السلطانية(5)(6).


سبب التسمية:


باب الكومة: يقال إن سبب تسميته بباب الكومة نسبة إلى أحد الشيوخ المغاربة(7)؛ إلا أن البحث في المصادر المـطلع عليها لم يُسفر عن تأكيدٍ لهذه المعلومة.
باب الجبل نسبة لقربه من جبل سليع
(8) الذي يقابله في الجهة الشرقية منه(9)، وأشار علي موسى(10) أنه سُمي بباب الجبل نسبة إلى قربه من جبل سلع(11)، أما كعكي(12) فقد خالفه الرأي، حيث أشار إلى أن سبب تسميته "باب الجبل" لقربه من جبل سليع الذي لا يفصله عن الباب إلا البرج الشرقي المتصل بسور القلعة، أما جبل سلع فهو بعيد عن الباب إذا ما قورن بموقع جبل سليع الذي أقيمت في أعلاه القلعة السلطانية، أو ما تعرف بقلعة السبيل التي يتصل سورها الخارجي بالبرج الشرقي للباب مباشرة(13).
باب الحكومة:
(14)، لأن مبنى دار الحكومة فوق الباب.
- وذكر صبري
(15) "باب الجبل، وباب الكرمة" ويبدو أنه أخطأ في نقله أو في الترجمة(16).


تأسيس الباب وعمارته:


تأسس باب الكومة منذ بداية تأسيس السور الخارجي في عام 558هـ/1162-1163م في زمن نور الدين زنكي(17)(18).


أشار إبراهيم رفعت باشا(19) "وفي نهاية السور الخارجي عند القلعة تجد باباً يسمونه اليوم باب الكومة وهو يقابل سلعا، وهذا السور مبني باللبن والطين ومجصص، ويظهر أنه في موضع السور الذي بناه إسحاق بن محمد الجعدي(20)"، إلا أن السور الذي بناه محمد الجعفري "الجعدي" هو السور الأول والداخلي(21) للمدينة(22).


الوصف المعماري للباب:


تتشابه عمارة وتصميم باب الكومة مع كل من الباب الشامي الكبير(23) وباب الجمعة(24) ويتكون من بُرجين دائريين ينقص قطاعهما الدائري كلما اتجه للأعلى، وينحصر الباب بين البرجين من خلال عقدين من الحجر، أولهما عالٍ يبدأ من منسوب ارتفاع البرجين، وينتهي في أعلى المدخل الرئيسي؛ وذلك من خلال عقد دائري يبزر قليلًا عن العقد الثاني، وينخفض عنه بحوالي ثمانين سنتمترًا تقريبًا ويمثل عقد الباب، وبني العقد من الحجر، وارتفاعه لا يزيد عن ثلاثة أمتار ونصف، وثبت هذا على مدخل بابٌ من الخشب ذو درفتين على هيئة ألواح متجاورة خالية من النقوش والزخارف، وثبت عليه من الداخل مزلاج كبير من الخشب المقوى بالحديد، ليمكن التحكم به من خلال فتح الباب وإغلاقه(25).


تمت الاستفادة من البرجين المجاورين للباب كغرف صغيرة، يمكن الوصول إليها من خلال مدخلين صغيرين على شكل عقدين من الحجر، يشرفان على مدخل الباب من الداخل، واستخدمت هذه الغرف كمهاجع نوم للجنود المخصصين للحراسة والمرتبطين بالكركون(26)، ويقع في الجهة الغربية من البرج الغربي، ويتألف من غُرف صغيرة متجاورة تفصل البرج عن المباني الشرقية لحوش خميس(27) المتصل بسور المدينة(28)


تنتشر على الجدران الخارجية لأبراج هذا الباب مجموعة من الفتحات الـمُستطيلة الصغيرة، وتبدو على هيئة أشرطة، وتعد المصدر الرئيسي لتهويتها وإنارتها، أما سقف البُرجين فهو من الخشب ويتكون من جذوع النخل والطرفة والجريد ويغطيها طبقة سميكة من الطين، ويعتلي السقف بعضُ المسننات والشُرفات الصغيرة على ارتفاع حوالي متر تقريبًا، وتظهر على شكل عقود من الحجر بأحجام مُختلفة، وتتسع قاعدة البُرجين عند الاتجاه إلى الأسفل؛ مما أدى إلى زيادة متانة هذه الأبراج وبقائها فترة طويلة من الزمن(29).


عُدت عمارة الباب بشكل عام من مجموعة الأبواب التي بُنيت أجزاؤها السفلى بالحجر الأسود الغشيم المغطى بالنورة، أما عن أجزائه العلوية فبُنيت بالطوب اللبن، حتى نهايته، ولم يخضع الباب للياسة أو الطلاء، كما هو الحال في باب الجمعة أو باب الشامي، عدا القليل من الجدران السفلى للبرج وغرف الحراسة وقواعد الأبراج(30)، كما أصابه بعض الضرر عند ثورة القلعة عام (1338هـ/1919م)، وذلك نتيجة تطاير القذائف والانفجارات المتتالية التي أصابت القلعة آنذاك(31).


أهمية الباب:


- كان هذا الباب خاصاً لدخول أهل العنابس(32) ومن جاء من الجفر(33) والفِقرة(34) ودخول أهل حدائق جزع السيح، ومن يريد زيارة المساجد الأربعة، ومنه أيضًا يتم إخراج الغنم للذبح وإدخالها بعد نقل المجزرة من المحل القديم إلى خارج البلدة عند قلعة قبة السلاف(35).


الإصلاحات التي مر بها الباب:


مر الباب بالعديد من الإصلاحات، أولها في عام 755هـ/1354م، حيث قام السلطان الناصر محمد قلاوون(36) بإجراء تحسينات لأبواب السور ومن ضمنهم باب الكومة، وفي عام (881هـ/1476م) خضع الباب لإصلاح شامل في عهد السلطان قايتباي(37)، ثم عمارة جديدة في عهد السلطان سليمان بن سليم(38)، وذلك في عام (939هـ/1532م) لبناء السور والقلعة، واستغرقت فترة بنائه زهاء سبع سنوات، حيث تم ربط البرج الشرقي لباب الكومة بالسور الخارجي للقلعة، ثم جرى تحسين بسيط له في عام (1078/1667م) في عهد السلطان محمد خان(39)، وتبعه إصلاح  وتجديد للباب في عهد السلطان عبدالحميد الأول(40) في عام (1162هـ/1748م)(41)، وظلت عمارته قائمةً حتى حوالي عام (1220هـ/1805م)، حيث قام السلطان محمود الثاني(42) بإعادة ترميمه وإصلاح بعض أجزائه، وبعد ذلك تم إصلاحه في عهد السلطان عبدالمجيد الأول(43)، وذلك بين عامي (1265-1277هـ / 1848-1860م)، وفي عهد السلطان عبدالعزيز بن محمود الثاني(44) تم إصلاح وترميم كافة الأبواب، وذلك أثناء مشروعه لترميم الأسوار(45).


إزالة الباب:


ظل باب الكومة قائمًا على وضعه؛ حتى بدأت الحكومة السعودية بمشروع إزالة الأسوار تدريجيًا وذلك لاستتاب الأمن واتساع النسيج العمراني، وذلك حوالي عام (1370هـ/1950م)، وبالرغم من إزالة الباب، إلا أن المنطقة لازالت تعرف بمنطقة باب الكومة حتى هذا اليوم(46).

كود لاظهار الخريطه

qrcode

روابط ذات صلة


صور المعلم

qrcode

معالم ذات صلة