روضة خاخ


الاسم:


خاخ، بخائين معجمتين: موضع بين الحرمين، يقال له: روضة خاخ(1)، سمّيت بذلك؛ لأنّها كثيرة الماء والخضرة والشّجر(2).


الموقع:


حدد بعض المؤرخين موقعها بأنها بقرب حمراء الأسد(3)، ولكن العياشي كان أكثر وصفاً لموقعها، وأدق تحديداً، فبيَّن أنها تقع في شقّ حمراء الأسد الأيمن إلى الشرق منها، في الجنوب الغربي من عير الصّادر، على الضفة اليسرى لوادي العقيق الأقصى، بين فرعيه الشوطى والناصفة، على بعد تسعة كم عن ذي الحليفة(4).


وصفه ومآله:


مما ذكر في وصفها أنها بلد به منازل لمحمّد بن جعفر بن محمّد، وعليّ بن موسى الرّضا وغيرهما، وفيها بئر لهما تعرف بالحضر(5). وقد ذكرت من ضمن أحماء المدينة(6)، وقد تحدث عنها الشعراء وأكثروا من ذكرها(7) ولا تزال روضة خاخ إلى اليوم تعرف باسمها القديم، وقد اقتطع الطّريق السّريع طريق (المدينة المنوّرة – جدّة. مكّة) الجزء الغربي منها، وبقي الجزء الأكبر إلى الشّرق منه، يراها المسافر على يساره إن كان مغادراً المدينة وعلى يمينه إن كان قادماً إليها.


الأحداث التاريخية المرتبطة به:


من الأحداث التاريخية المتعلقة بهذا المعلم، هو ما رواه البخاري في صحيحه عن عليّ –رضي الله عنه- أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم بعثه هو والزّبير والمقداد بن الأسود، إلى روضة خاخ، فإنّ بها ظعينة ومعها كتاب، فخذوه منها، فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتّى انتهينا إلى الرّوضة، فإذا نحن بالظّعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا لتخرجنّ الكتاب أو لنلقينّ الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من أهل مكّة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم  إلى آخر الحديث(8).

ومما يُحفظ من حدث تاريخي يتعلق بهذا المعلم، أن معبد غنى أبيات في خاخ وشاعت في المدينة، ثم أنشدها لسكينة بنت الحسين، وقيل: لعائشة بنت سعد بن أبي وقاص فقالت: قد أكثر الشعراء في خاخ ووصفه، لا والله ما انتهي حتى انظر اليه، فبعثت إلى غلامها "فِنْدٍ" فحملته على بغلة، وألبسته ثياب الخز، وقالت: امض بنا نقف على خاخ. فمضى بها، فلما رأته قالت: ما هو إلا ما أرى؟ قال: ما هو إلا هذا. فقالت: والله لا أريم حتى أُوتى بمن يهجوه، فجعلوا يتذاكرون شاعراً قريباً لكي يرسلوا اليه، إلى أن قال "فِنْدٌ" والله أنا أهجوه، قالت: أنت؟ قال: أنا، قالت: قل: فقال: خاخ خاخ خاخ أخ ...ثم تفل عليه كأنه يتنخع، فقالت: هجوته ورب الكعبة، لك البغلة وما عليك من الثياب(9).

 

 


(1) الحموي، ياقوت بن عبد الله (ت: 626هـ): معجم البلدان، دار صادر، بيروت، الطبعة: الثانية، 1995م، (2/335)، الفيروز آبادي، مجد الدين (ت: 817هـ/141م)، المغانم المُطابة في معالم طابة، تحقيق: حمد الجاسر، ط1، (الرياض: دار اليمامة، 1389هـ/1969م)، السمهودي، نور الدين علي: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الأولى – 1419هـ، (4/65).

(2) العياشي، إبراهيم بن علي (ت: 1400هـ): المدينة بين الماضي والحاضر، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، ت ط1392هـ-1972م، ص461.

(3) الحموي، معجم البلدان 2/335، الفيروز آبادي، المغانم المطابة 2/257، السمهودي، وفاء الوفا، (4/65)

(4) العياشي: المدينة بين الماضي، ص460-461.

(5) الفيروز آبادي، المغانم المطابة 2/257، شراب، محمد حسن: أخبار الوادي المبارك، مكتبة دار التراث المدينة المنورة الطبعة: الأولى 1405هـ - 198، ص88.

(6) الحموي: معجم البلدان 2/335.

(7) الفيروز آبادي: المغانم المطابة 2/257، شراب: أخبار الوادي، ص90.

(8) البخاري، صحيح البخاري 4/59، حديث 3007، وقد ذكر القصة الحموي: معجم البلدان 2/335، الفيروز آبادي: المغانم المطابة 2/257، السمهودي: وفاء الوفا، (4/66).

(9) الحموي: معجم البلدان 2/335، الفيروز آبادي: المغانم المطابة 2/257، السمهودي: وفاء الوفا، (4/66)، شراب: أخبار الوادي، ص90.

كود لاظهار الخريطه

qrcode

روابط ذات صلة


صور المعلم

qrcode

معالم ذات صلة