الاسم:
لم يرد ما يدل على سبب تسميته بالنخلة، ولكن الذي يظهر أن ذلك عائد لوجوده في زقاق النخلة.
الموقع:
كان موقعه شرقي المسجد النبوي الشريف في حارة الأغوات، على زقاق النخلة(1)، بجانب مدرسة العلوم الشرعية قديمًا(2)، وبالقرب من رباط السلامي(3) الذي يقع تحت المئذنة السليمانية(4).
وصفه ومآله:
يعتبر رباط النخلة من الأربطة الخاصَّة؛ حيثُ إن للمتزوجين رباطًا منفصلًا عن رباط النساء(5)، وأما عن مساحته فهو متوسط المساحة، ففي سكن المتزوجين تسع عشرة غُرفة، أمَّا رباطُ النساء فتكوَّن من إحدى وعشرين غُرفةً لسكنِ النساء، ولا تزيدُ مساحة الغُرفة الواحدة عن مترين في مترين، وهي تكفي لسكن شخصٍ واحد(6).
وتُفتح هذه الغرف على الفناء الداخلي للرباط ليوفِّر للغرفِ الإضاءةَ والتهويةَ، ويوجد بالرباط أمكنة للخلاء، وبئرٌ للوضوء، وأيضًا تمدُّ الساكنينَ بالماء للشرب، ومطبخ لتقديم الأطعمة لساكنيه(7).
وفي محرم من سنة 1406هـ/أكتوبر 1985م تم إزالة الرباط ضمن إزالة النسيج العمراني القديم لحارة الأغوات(8).
الأحداث التاريخية المرتبطة به:
لقد أنشأت الدولة العثمانية (923-1336هـ/1517-1918م) في المدينة المنورة عددًا من الأربطة، ومنها رباط النخلة(9)، وقد كانت المعلومات عن الرباط شحيحةً جدًّا، فلم أجد أسماء موظفي الرباط وسكانه فيما اطلعت عليه من مصادر ومراجع، أما عمَّا يُصرف لسكان الرباط فقد كان يُصرف لسكن المتزوجين 126 قرشًا(10) و28 بارة(11) صرة همايونية(12)، أما سكن النساء فيصرف له 145،50 قرش صرة همايونية(13).
(1) زقاق النخلة: هو زقاق صغير يتفرع من البلاط الشرقي للمسجد النبوي الشريف ويمتد نحو الشرق، وسُمي بزقاق النخلة، لوجود رباط النخلة فيه، ويبلغ طول الزقاق نحو 28,90م وعرضه نحو 2,80م، كعكي، عبدالعزيز عبدالرحمن: معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، ط2، المملكة العربية السعودية، مطابع السروات، 1433هـ/2012م، ج7، مج2، ص280.
(2) مدرسة العلوم الشرعية: أنشأها الشيخ أحمد الفيض آبادي في محرم 1340هـ/أكتوبر 1886م شرقي المسجد النبوي في المنطقة الأثرية، وقد انتقلت المدرسة في أكثر من مبنى بسبب توسعة المسجد النبوي، واستقر بها الحال في مبنى بالدائري الأول المعروف بطريق الملك فيصل، الخطراوي، محمد عيد، مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة والموقع التاريخي الرائد، (د. م)، مكتبة دار التراث للنشر والتوزيع، ص18،7؛ الهيئة العامة للأوقاف: الأوقاف التاريخية في المدينة المنورة، (د. ن)، 1441هـ/2020م، ص67.
(3) رباطا السلامي: أنشأها صفي الدين أبو بكر أحمد السلّامي، وأوقف أحدهما على الرجال والنساء والآخر على الرجال فقط، تُوفي بالمدينة المنورة عام 715هـ/1315م ودُفن في البقيع، ابن فرحون، ابي محمد عبدالله محمد: نصيحة المشاور وتعزية المجاور، بيروت، دار الأرقم بن أبي الأرقم، (د. ت)، ص102-103؛ المديرس، عبد الرحمن مديرس، المدينة المنورة في العصر المملوكي (648-923هـ/1250-1517م) دراسة تاريخية، الرياض، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 1422ه/2001م، ص148.
(4) السمهودي، نور الدين علي، وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، تحقيق :قاسم السامرائي، ط1، مؤسسة الفرقان، فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، 1422هـ/2001م، (3/15)؛ العياشي، عبدالله محمد: الرحلة العياشية، تحقيق وتقديم: سعيد الفاضلي، وسليمان القرشي، أبو ظبي، دار السويدي، 1427هـ/2006م (1/425)، أمحزون، محمد، المدينة المنورة في رحلة العياشي، ط1، الكويت، دار الأرقم، 1408هـ/1988م، ص178؛ الخياري، ياسين أحمد، صور من الحياة الاجتماعية بالمدينة المنورة، ط1، جدة، دار العلم، 1413هـ/1993م، ص117؛ الحصين،محمد عبدالرحمن: دور الوقف في تأسيس المدارس والأربطة والمحافظة عليها في المدينة المنورة، مجلة جامعة الملك سعود، م9، العمارة والتخطيط(1)، الرياض، 1417هـ/1997م، ص89، 94؛ كعكي، معالم المدينة المنورة، ج6، مج2، ص824.
(5) الحصين: دور الوقف في تأسيس المدارس والأربطة، ص93؛ الكباشي، أنعم محمد: المدينة المنورة في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي وفقًا للوثائق العثمانية، المدينة المنورة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، 1436هـ/2015م، ص149-150.
(6) الحصين: دور الوقف، ص93، 104؛ الكباشي: المدينة المنورة وفقًا للوثائق العثمانية، ص147.
(7) الجابري، خالد محسن: الحياة العلمية في الحجاز خلال العصر المملوكي 648-923هـ/1250-1517م، رسالة ماجستير،جامعة أم القرى، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، قسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية، مكة المكرمة، 1413هـ/1993م، (2/416)، سلم، أحمد سعيد: المدينة المنورة في القرن الرابع عشر الهجري، ط1، (د. م)، دار المنار، 1414هـ/1993م، ص39؛ العياشي: الرحلة العياشية، ج1، ص425.
(8) الأنصاري، ناجي محمد، التعليم في المدينة المنورة من العام الهجري الأول إلى 1412هـ، ط1، (د. ن)، 1414هـ/1993م، ص289؛ عبدالغني، محمد إلياس، تاريخ المسجد النبوي الشريف، ط1،(د. ن)، 1416هـ/1996م، ص72، دارة الملك عبد العزيز، موسوعة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، مج10، الرياض، دارة الملك عبد العزيز، 1436هـ/2015م، مج10، ص15.
(9) كعكي، معالم المدينة المنورة، ج2، ص192.
(10) القرش: هي وحدة نقدية أخذها العثمانيون عن الأوروبيين، وقد بدأ ضربها في الدولة العثمانية في عهد سليم الثالث (1203-1223هـ/1789-1808م)، وكانت من الذهب وتزن ستة دراهم، ثم بدأت تتناقص عيارًا ووزنًا حتى أصبحت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1293-1327هـ/1876-1909م) أقل من نصف درهم، صابان، سهيل: المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية، الرياض، مكتبة الملك فهد، 1421هـ/2000م، ص179.
(11) البارة: هو نقد معدني ضُرب في عهد السلطان مراد الرابع (1032-1049هـ/1623-1640م)، وكان أكثر بقليل من خمسة قراريط، ويساوي القرش الواحد أربعين بارة، صابان، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية، ص51.
(12) الصرة الهمايونية: هي كلمة عربية تعني كيس النقود، وأُطلقت على المعاملات المالية على مبلغ خمسين ألف آقجة، أي نصف حمل من المال، وهي المبالغ المالية التي ترسل من السلاطين العثمانيين إلى المجاورين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، من الحكَّام والأعيان، والفقراء، صابان، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية، ص144.
(13) عجيمي، هشام محمد علي: دفتر مفردات الصرة السلطانية (لأهالي المدينة المنورة) 1327ه/1909م، (د. ن)، 1439هـ/2017م، ص173.
روابط ذات صلة