رباط المارداني


الاسم:


تعود تسمية الرباط إلى مؤسسه ياقوت المظفري المنصوري المارداني(1).


الموقع:


يقع هذا الرباط في حارة الأغوات شرقي المسجد النبوي الشريف في زقاق البقيع(2) بالقرب من العين الزرقاء والمدرسة الرستمية(3)، ويبعد الرباط عن الواجهة الشرقية للمسجد النبوي في عمارته المجيدية قرابة 183م، في حين يبلغ بُعده عن الواجهة الغربية للبقيع قبل التوسعة السعودية الثانية 75م(4).


وصفه ومآله:


يُعدّ رباط ياقوت المارداني من أصغر الأربطة في المدينة المنورة، فهو مُكوَّن من طابقين، وله واجهة صغيرة تطل على الشارع، وبها المدخل الذي لا يتجاوز عرضه 80سم، الذي يعلوه لوح من الرخام يبلغ طوله 47سم وارتفاعه 35سم تقريبًا، عليه نَصّ من خمسة أسطر بخط الثُّلث المملوكي(5). وفي عام 1405-1406هـ/1984-1985م، أُزيلَ الرباط ضمن إزالة النسيج العمراني القديم لحارة الأغوات شرقي المسجد النبوي، وذلك بهدف توسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف(6).


الأحداث التاريخية المرتبطة به:


يرجع بناء رباط ياقوت المارداني إلى بداية القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي في عام 706هـ/1306م، أيْ في العصر المملوكي البحري، وذلك خلال حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، في أثناء ولايته للمرة الثانية من عام 698-708هـ/1298-1309م، وكذلك في عهد الحاكم المحلي للمدينة المنورة الأمير منصور بن جماز الحسيني(7) الذي تولى إمارة المدينة بعد تنازُل والده عن الحكم في نحو عام 700هـ/1301م، واستمر حكمه للمدينة حتى وفاته عام 725هـ/1324م(8).

وقد خُصص الرباط لإسكان الرجال الغرباء دون النساء(9) وقد كانت المعلومات عمن سكنوا الرباط شحيحةً جدًّا، فلم يُذكر من سُكّانه سوى الحاج عبد الله والحاج النور، اللذينِ كانا محافظينِ على أداء الصلوات في المسجد النبوي رغم أنهما فقدا نعمة البصر في آخر حياتهما(10).

كما سكن في الرباط بعض التكارنة، وقد كانت الحياة داخل الرباط صعبة جدًّا؛ لضيق الرباط وصغر مساحة غرفه، وكثرت أعداد أفراد العائلة التي تسكنه آنذاك(11)، وكان يُصرف لسكن الرجال في رباط ياقوت المظفر المارداني 86 قرشًا و23 بارة صرة همايونية، ويُعطى للخزينة الجليلة(12).

وأما عن تنظيم عمل هذا الرباط وكيفية إدارته ، فهو كغيره من الأربطة،  إذ ظهرت فيه  وظيفة ناظر الرباط أو شيخ الرباط، وهو المسؤول الأول عن إدارة شؤون الرباط، ولا يتم شيء من أمور الرباط إلا بإشرافه ورعايته، كما ظهرت وظيفة البواب وهو المسؤول عن حركة الداخلين والخارجين من الرباط، أمّا الفَراش فهو المسؤول عن نظافة الرباط وترتيبه، ومن الوظائف المهمة أيضًا وظيفة الكاتب، فهو الشخص المسؤول عن كتابة كل ما يتعلق بالرباط وتدوينه في سجلّات خاصة بالرباط(13).


الملاحق:


ملحق رقم (1).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسقط الأفقي للدور الأرضي لرباط ياقوت المارداني(14).

 

ملحق رقم (2).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسقط الأفقي للدور الأول لرباط ياقوت المارداني(15).

 

 


(1) الأنصاري، عبد القدوس: آثار المدينة المنورة، ط3، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، 1393هـ/1973م. ص190، مصطفى، صالح لمعي: المدينة المنورة تطورها العمراني وتراثها المعماري، بيروت، دار النهضة العربية، 1401هـ/1981م، ص217؛ حمدان، عاصم حمدان: حارة الأغوات، المملكة العربية السعودية، دار القبلة للثقافة الإسلامية، الطبعة الأولى 1413هـ/1992م، ص139؛ الأنصاري، ناجي محمد، التعليم في المدينة المنورة من العام الهجري الأول إلى 1412هـ، ط1، (د. ن)، 1414هـ/1993م ، ص288؛ الحصين، محمد عبد الرحمن، دور الوقف في تأسيس المدارس والأربطة والمحافظة عليها في المدينة المنورة، مجلة جامعة الملك سعود، م9، العمارة والتخطيط(1)، الرياض، 1417هـ/1997م، ص188.

(2) زقاق البقيع: هو من أعظم وأكبر أزقة حارة الأغوات، يمتد من الغرب حيث البلاط الشرقي للمسجد النبوي وحتى الشرق حيث باب الجمعة أو باب البقيع، وظل موجوداً حتى أزيلت المنطقة بالكامل عام 1405هـ/1985م، كعكي، عبد العزيز عبد الرحمن، معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، ط2، ج6، مج2، المملكة العربية السعودية، مطابع السروات، 1433هـ/2012م، ج7، مج2، ص277-278.

(3) المدرسة الرستمية: هي المدرسة التي أسسها رستم باشا، ويقع مبناها في وسط حارة الأغوات مقابل رباط ياقوت المارداني، مصطفى: المدينة المنورة، ص218؛ الحصين: دور الوقف في تأسيس المدارس والأربطة، ص94.

(4) الأنصاري: آثار المدينة المنورة، ص190؛ مصطفى: المدينة المنورة، ص217؛ كعكي: معالم المدينة المنورة، ج6، مج2، ص833.

(5) مصطفى: المدينة المنورة، ص217؛ الأنصاري:التعليم في المدينة المنورة، ص288؛ الحصين: دور الوقف في تأسيس المدارس والأربطة، ص94؛ كعكي:معالم المدينة المنورة، ج6، مج2، ص830، ص834.

(6) الأنصاري: التعليم في المدينة المنورة، ص289؛ كعكي:معالم المدينة المنورة، ج2، ص160.

(7) منصور بن جماز بن شِيحة بن هاشم بن قاسم بن مُهنا الحسيني: تسلَّمَ إمرة المدينة المنورة من أبيه في عام 700هـ/1301م؛ واستمر أميرًا على المدينة المنورة حتى قُتل على غِرّة منه في رمضان من عام 725هـ/1325م، الفاسي، تقي الدين محمد، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، ج3، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، 1381هـ/1962م، ج3، ص436-437؛ الأتابكي، يوسف تغري بردي، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، تحقيق: محمد أمين، ج4، مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1406هـ/1986م، (4/193-195).

(8) مصطفى: المدينة المنورة، ص217؛ مكي، محمد شوقي: التراث المعماري في حارتي الأغوات وذروان في المدينة المنورة، ندوة المدن السعودية: انتشارها وتركيبها الداخلي، 7-9 جمادى الثاني 1403هـ/21-22 مارس 1983م، قسم الجغرافيا، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، الرياض، ص386؛ كعكي: معالم المدينة المنورة، ج6، مج2، ص830-831.

(9) رفعت، إبراهيم، مرآة الحرمين، ط1، القاهرة، مطبعة دار الكتب المصرية، 1344هـ/1925م (410/1)؛ مصطفى، المدينة المنورة تراثها العمراني، ص217؛ الأنصاري، التعليم في المدينة المنورة، ص288-289.

(10) حمدان: حارة الأغوات، ص139.

(11) كعكي:معالم المدينة المنورة، ج6، مج2، ص836.

(12) عجيمي، هشام محمد علي، دفتر مفردات الصرة السلطانية (لأهالي المدينة المنورة) 1327هـ/1909م، (د. ن)، 1439هـ/2017م ص174.

(13) الزهراني، سارة أحمد، الحياة الاجتماعية في المدينة المنورة في العصر المملوكي، المدينة المنورة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، 1436هـ/2015م، ص334؛ الكباشي، أنعم محمد، المدينة المنورة في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي وفقًا للوثائق العثمانية، المدينة المنورة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، 1436هـ/2015م، ص151.


الملاحق:


(14) كعكي، معالم المدينة المنورة، ج6، مج2: (835).
(15) كعكي، معالم المدينة المنورة، ج6، مج2: (835).

كود لاظهار الخريطه

qrcode

روابط ذات صلة


صور المعلم

qrcode

معالم ذات صلة