الاسم:
ينسب هذا المسجد لبني سلمة، بطن من الخزرج من بني حرام، وذلك لوقوعه في منازلهم(1). وسمي بمسجد القبلتين؛ لأنه ضمن المساجد التي وقع فيها تحويل القبلة إلى مكة المكرمة(2).
الموقع:
يقع المسجد في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق، فوق رابية مرتفعة قليلاً(3)، على يمين القادم إِلى المدينة المنورة من طريق خالد بن الوليد رضي الله عنه، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة أكيال في الاتجاه الشمالي الغربي(4).
وصفه ومآله:
لم ينقل لنا من أوصافه التي كان عليها عند تأسيسه في عصر النبوة، إلا إن بعض المؤرخين نقلوا بعض أوصافه حسب العصر الذي عايشوه فيه، فكان أول وصف له أنه غير مسقوف إنما هو جدران ومحراب(5)، ولكنه بعد ذلك جدد سقف هذا المسجد وأصلحه الشجاعي شاهين الجمالي شيخ الخدامين عام ثلاث وتسعين وثمانمائة(6)، وقد بقي على تجديداته تلك، حتى جدده السلطان سليمان عام (950هـ)، والذي نقل من أوصافه بعد تجديد السلطان سليمان، أنه كان مبنياً من الحجارة المنحوتة والجير(7)، ولكن البناء قد أصابه التلف، فكان ماء المطر يخر من سقفه(8)، ونظراً لما ورد من تحول القبلة فيه، فقد جعل سابقاً محرابان(9)، واحد باتجاه الكعبة مجوف في الجدار كسائر المحاريب، وآخر باتجاه الشام حيث بنته بالرخام الأسود(10)، ونظراً للأهمية التاريخية لمسجد القبلتين فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بإِعادة بنائه وتوسعته، وقد تم الانتهاء من ذلك في (30/3/1408هـ الموافق 21/11/1987م)(11)، حيث أصبح المسجد مكوناً من طابقين: الطابق الأرضي ويشمل الميضأة والمستودعات والوحدات السكنية للإمام والمؤذن.
أما الطابق العلوي ففيه المصلى ومساحته 1190 متراً مربعاً، وخصصت شرفة واسعة مساحتها 400 متر مربع للنساء تطل على ساحة المصلى، ورواق لتحفيظ القرآن الكريم، كما أقيم بجانبه فناء داخلي غرس بالأشجار، وللمسجد منارتان وقبتان ومدخل للرجال وآخر منفصل للنساء، ويبلغ مساحته الإِجمالية (3920م2)(12).
الأحداث التاريخية المرتبطة به:
ارتبط هذ المسجد بحادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إِلى الكعبة، فأنزل الله عز وجل ما يؤيد رغبة نبيه صلى الله عليه وسلم بتحويلها(13)، وقد بلغ تحويل القبلة لأهل المسجد وهم يصلون فسمي المسجد بمسجد القبلتين(14)، وإثبات هذه المزية لهذا المسجد لا تعني زيادة أجر الصلاة فيه، أو شد الرحال إليه، وهو من المساجد المبنية في عصر النبوة، وقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) المطري جمال الدين محمد (741هـ): التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة، تحقيق: أ د سليمان الرحيلي، دارة الملك عبد العزيز، 1426هـ-2005م، ص143، العياشي، إبراهيم بن علي (ت: 1400هـ): المدينة بين الماضي والحاضر، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، ت ط1392هـ-1972م، ص68.
(2) المطري:التعريف، ص142، الفيروز آبادي، مجد الدين أبي الطاهر محمد (ت: 817هـ): المغانم المطابة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1439هـ-2018م، (2/650).
(3) المطري: التعريف، ص142.
(4) عبدالغني، محمد إلياس، المساجد الأثرية في المدينة النبويَّة، ط2، (المدينة المنورة: مطابع الرشيد، 1419هـ/1999م)، ص185
(5) الفيروز آبادي: المغانم المطابة في معالم طابة، (2/650).
(6) السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تحقيق قاسم السامرائي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1422هـ/2002م، (3/197).
(7) الأنصاري، عبد القدوس (ت: 1403هـ): آثار المدينة المنورة، المكتبة السلفية بالمدية المنورة الطبعة الثالثة 1393هـ-1973م، ص133.
(8) العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، ص70.
(9) يبدو أن العثمانيين هم أول من أحدث محرابين في هذا المسجد، والمسجد اليوم فيه محراب واحد، كبقية المساجد.
(10) الأنصاري: آثار المدينة المنورة، ص133، العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، ص70.
(11) عبدالغني: المساجد الأثرية في المدينة النبوية 1/154.
(12) محمد إلياس: المساجد الأثرية، ص185.
(13) ابن شبة عمر (ت: 262هـ): تاريخ المدينة، حققه: فهيم محمد شلتوت طبع على نفقة: السيد حبيب محمود أحمد – جدة 1399هـ (1/85).
(14) السمهودي، خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى 3/196.
روابط ذات صلة