مسجد الجمعة


الاسم:


ذكرت له المصادر عدة أسماء منها مسجد الجمعة(1)، وهو الأشهر، ومسجد عاتكة(2)، ومسجد الوادي(3)، ومسجد ‌‌‌الغُبَيْبُ(4) ومسجد بني سالم(5).


الموقع:


يقع في بني سالم ببطن الوادي على يمين السالك إلى مسجد قباء، ويقال له: مسجد الوادي ومسجد عاتكة، وموقعه تحديداً في بطن وادي رانوناء بشرق الطريق المستحدث إلى مسجد قباء(6)، أما في زمننا اليوم (1445هـ) فهو على يسار السالك إلى مسجد قباء ويبعد عنه 500م.


وصفه ومآله:


وصف الأنصاري مساحة المسجد في وقته فقال: "وطول مسجد الجمعة 8 أمتار في عرض 4 أمتار و 50 سنتيمتراً، وارتفاعه 5 أمتار و 50 سنتيمتراً، وهو مبني بالحجارة المطابقة بناء جيداً، وله قبة واحدة مبنية بالطوب الأحمر وبالجير، في داخلها من العلو أربع فتحات ترسل إليه النور والهواء وله حظيرة شماله طولها ثمانية أمتار وفي عرض ستة أمتار وارتفاع جدرانه متران(7).

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- أمر بإعادة بنائه وتوسعته وذلك عام (1412هـ) كما هو باللوحة المثبتة بجانب المدخل الشرقي للمسجد(8).


الأحداث التاريخية المرتبطة به(9):


يذكر السمهودي أن الذي بناه(10) هو عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب(11)، ثم شهد المسجد عمليات ترميم وصيانة في مراحل مختلفة، إذ قد تمت صيانة سقفه من قبل الأمير كما صرح السخاوي بذلك في تاريخه(12)، أما السمهودي، فأكد أنه تهدم بناؤه الذي أشار إليه المطري، فجرده بعض الأعاجم على هيئته اليوم(13)، ثم أشار إلى عملية صيانة أخرى للمسجد حيث كان سقفه قد خرب فجدده الخواجا الرئيس الجواد المفضّل شمس الدين قاوان(14).

في حين أن الأنصاري يُبين من خلال كتابة على أحد جدرانه بأن السلطان با يزيد، الذي تولى السلطنة ما بين عامي (886-918هـ)، قد أمر ببناء هذا المسجد ثم قال بعد ذلك فبناية مسجد الجمعة الحالية لها الآن نحو أربعة قرون ونصف(15).

ليشهد بعد عملية البناء هذه عمليات تجديد متنوعة، منها ما ذكره علي بن موسى الأفندي: أن المسجد جدده السلطان محمود خان سنة (1237هـ)(16).

وذكر السيد أحمد ياسين الخيّاري أن المسجد آل إلى السقوط فعمَّره السيد حسن الشربتلي(17).

وكان آخر تجديد له عام (1412هـ) في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله(18).


 

 

 

 

 

 


(1) ابن زبالة، محمد الحسن، أخبار المدينة، جمع وتوثيق ودراسة: صلاح عبد العزيز زين سلامة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة: الأولى 1424هـ - 2003م، ص140، ابن شبَّه، أبو زيد عمر (ت: 262هـ/876م)، تاريخ المدينة المنورة، تحقيق: فهيم شلتوت، د. ط، (د. ن، 1399هـ/1979م)، (1/68)، الفيروز آبادي، مجد الدين أبي الطاهر محمد (ت: 817هـ): المغانم المطابة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1439هـ-2018م، (1/634).

(2) ابن شبَّه: تاريخ المدينة المنورة، (1/68)، السخاوي شمس الدين (ت: 902هـ): التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة الكتب العلمية بيروت - لبنان الطبعة: الأولى 1414هـ/1993م، (1/40).

(3) الفيروز آبادي: المغانم المطابة، (1/634).

(4) الفيروز آبادي: المغانم المطابة، (1/634).

(5) ابن شبة : تاريخ المدينة، (1/68)، السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الأولى - 1419 (3/32).

(6) الأنصاري، عبدالقدوس: آثار المدينة المنورة، ط3، (المدينة المنورة: المكتبة السلفية، 1393هـ/1973م)، ص88.

(7) الأنصاري: آثار المدينة، ص88-89.

(8) عبد الغني: المساجد الأثرية، ص68.

(9) قبل أن ندخل في تاريخ المسجد ينبغي التنبيه إلى وجود خلاف في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في موضع المسجد بناء على تحديد يوم دخوله للمدينة، ففي رواية الصحيحين يكون دخوله يوم الاثنين، بعكس رواية ابن إسحاق وغيره أنه يوم الجمعة، ولكن على فرض أنه صلى في موضعه صلاة الجمعة فلا مزية لهذا المسجد، وممن عالج هذه القضية، وفق قراءة تاريخية بحتة، محمد إلياس: المساجد الأثرية، ص69-72.

(10) أبو محمد عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي. أمير عباسي هاشمي، وهو عم المنصور كان عامله على مكة والطائف، سنة 147هـ ثم ولي المدينة، وعزله عنها توفي سنة 185هـ. ابن خلكان، أبي العباس أحمد (ت: 681هـ)، وفيات الأعيان، تحقيق: إحسان عباس،  دار صادر بيروت، ط1، 1977م/1397هـ، (3/195) الزركلي، خير الدين، (ت: 1396هـ): الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة: الخامسة عشر - أيار / مايو 2002م، (4/11). ولم أجد في المصادر المترجمة له  ذكرًا للمسجد، ولم أجد أيضاً في المصادر الأولى -حسب اطلاعي- أنه بُني قبل ذلك.

(11) السمهودي:  وفاء الوفاء، (3/31).

(12) السخاوي: التحفة اللطيفة، (1/124). ولعل المراد بالأمير: الخواجا الرئيس الجواد المفضل شمس الدين قاوان كما قال السمهودي في وفاء الوفاء، (3/32) كما سيأتي.

(13) السمهودي: وفاء الوفاء، (3/32).

(14) السمهودي:  وفاء الوفاء، (3/32).

(15) الأنصاري: آثار المدينة، 62-63.

(16) ابن موسى، علي، وصف المدينة المنورة سنة 1303هـ، تحقيق: عادل عبدالمنعم أبو العباس، ط1، (المدينة المنورة: مكتبة الثقافة، 1426هـ/2005م)، ص45.

(17) الخياري، أحمد ياسين (ت: 1380هـ/1960م)، تاريخ معالم المدينة قديمًا وحديثًا، ط1، (المملكة العربية السعودية: دار العلم للطباعة والنشر، 1410هـ/1990م) ص116.

(18) المدينة المنورة، تاريخ ومعالم، نشر مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، 1434هـ، ص79.

كود لاظهار الخريطه

qrcode

روابط ذات صلة


صور المعلم