الاسم:
يعرف مسجد بني دينار الأعلى بهذا الاسم لأنه يقع في منازلهم في الحرة في جزئها الأعلى، وأضيفت كلمة الأعلى له تمييزًا عن مسجدهم الذي عرف بمسجد بني دينار الأدنى(1)، كما يُطلق عليه اسم مسجد المنارتين(2). ويقصد بالمنارتين الجبلان الأصفران في الشمال من الحرة، ويعرفان اليوم بالأصيفرين(3)، ويعرف أيضاً بمسجد الخضر(4)، ولكن هذا الاسم لا أصل له حيث لا يُعرف في الكتب القديمة(5).
الموقع:
يقع المسجد اليوم على طريق سيدنا عمر بن الخطاب «العنبرية سابقاً»، ويظهر على يمين المتجه إلى منطقة قصر عروة والعقيق(6)، ويشرف المسجد اليوم بعد توسعته وعمارته من الجهة الشمالية على طريق مسفلت، أما من الجهة الجنوبية فيحد المسجد طريق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أما شرقًا فيحد المسجد طريق مسفلت ومواقف للسيارات، وأما غرباً فيحد المسجد ممر مشاة ويبعد المسجد عن المسجد النبوي الشريف 2800 متر تقريبًا(7).
وصفه ومآله:
جل ما نقله المؤرخون عن أوصاف هذا المسجد أنه كان ركاماً أو عبارة عن بقايا بناء(8)، بل ذكر بعضهم أنه من المساجد التي علمت جهتها ولم تُعلم عينها(9) وقد بقي ركاماً لفترة طويلة من الزمن إلى أن إلى أعيد بناؤه عام 1422هـ/2002م(10). فصار المسجد شبه مربع مختلف الأضلاع تبلغ مساحته الكلية (2578 م2) ألفين وخمسمائة وثمانية وسبعين متراً مربعاً، وللمسجد بابان يفتح أحدهما على الصحن المكشوف من الجهة الشمالية والباب الآخر في الجهة الشرقية من الصحن المكشوف، ولرواق القبلة شباك يقع في منتصف جداره الشمالي عرضه متر تقريباً. ولرواق القبلة محراب صغير مجوف داخل الحائط الجنوبي لرواق القبلة، ويغطي رواق القبلة سابقاً قبة عالية. أما الصحن المكشوف في الجهة الشرقية للمسجد فيبلغ من داخله طولاً 3،50 سنتمتراً تقريباً وعرضاً ثلاثة أمتار وستة سنتميترات(11).
الأحداث التاريخية المرتبطة به:
لمسجد بني دينار أهمية كبيرة كونه أحد المساجد المأثورة التي صلي فيها النبيﷺ(12) وقد ورد أن النبيﷺ صلى في المسجد الذي بأصل المنارتين في طريق العقيق الكبير(13)، وقد أصبح هذا المسجد مجهولاً موضعه في بعض الحقب التاريخية حتى إن الفيروز آبادي وضعه في المساجد التي لا تعرف(14)، ولعل هذا ما جعله يعيش إهمالاً كثيراً في مراحله التاريخية المختلفة إلى أن تم بناؤه في عصرنا الحاضر.
(1) كعكي، عبدالعزيز بن عبدالرحمن، معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، ط1، (د. ن، 1432هـ/2011م)، ج(4)، مج(4)، ص416.
(2) السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تحقيق قاسم السامرائي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1422هـ/2002م، (3/250-251)، العياشي، إبراهيم بن علي (ت: 1400هـ): المدينة بين الماضي والحاضر، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، ت: ط1392هـ-1972م، ص196.
(3) العياشي: المدينة ين الماضي والحاضر، ص196.
(4) موسى علي: وصف المدينة، ضمن رسائل في تاريخ المدينة، تحقيق: حمد الجاسر، ص17.
(5) عبدالغني، محمد إلياس، المساجد الأثرية في المدينة النبويَّة، ط2، (المدينة المنورة: مطابع الرشيد، 1419هـ/1999م)، ص251.
(6) السمهودي: وفاء الوفاء، (3/250).
(7) كعكي، معالم المدينة، ج(4)، مج(4)، ص422.
(8) السمهودي: وفاء الوفاء (3/250-251)، العباسي، أحمد بن عبد الحميد (المتوفي في القرن العاشر الهجري): عمدة الأخبار في مدينة المختار صححه وحرر ألفاظه: محمد الطيّب الأنصاري وقام بتصحيحه: حمد الجاسم، توزيع المكتبة العِلميَّة - المدَينة المُنورّة الطبعة: الخامسة، ص199، العياشي: المدينة ين الماضي والحاضر، ص196.
(9) السمهودي: وفاء الوفاء (3/250).
(10) كعكي، معالم المدينة، ج(4)، مج(4)، ص428.
(11) كعكي، معالم المدينة، ج(4)، مج(4)، ص425-426.
(12) الفيروز آبادي، مجد الدين أبي الطاهر محمد (ت: 817هـ): المغانم المطابة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1439هـ،-2018م، (2/680).
(13) السمهودي، وفاء الوفا، ج(3)، ص251؛ جلون عدنان بن درويش ، مساجد ومصليات العهد النبوي الشريف مكه المكرمه بيت المقدس، مكتبة الملك فهد الوطنية، 2015م، ص206؛ العباسي، عمدة الأخبار، ص197؛ العياشي، المدينة بين الماضي والحاضر، ص184، كعكي، معالم المدينة، ج(4)، مج(4)، ص418.
(14) الفيروز آبادي: المغانم المطابة، (2/680).
روابط ذات صلة