مسجد الفسح


الاسم:


ورد ذكر هذا المسجد في كتب أوائل المؤرخين بدون اسم، وكانوا يعرفونه بالمكان(1). وذكره البعض باسم: (مسجد أحد)(2).

ولعل أول إطلاق اسم (الفسح) على هذا المسجد كان في القرن التاسع الهجري، فقد ذكره المراغي (816هـ) في تحقيق النصرة(3). ثم شاع هذا الاسم وانتشر، كما صرح السمهودي، وصار المسجد يعرف به، وهو مشهور بذلك اليوم، ورُوي أن قوله تعالى: (يا أيّها الّذين آمنوا إذا قيل لكم تفسّحوا في المجالس) الآية [المجادلة: 11] نزلت فيه، ولكنَّ ذلك لا يصح(4).


الموقع:


مسجد صغير متاخم لجبل أحد من جهة القبلة، علي يمين الذاهب إلى شعب الجرار الذي فيه المهراس، تحت الغار الذي يتناقل البعض أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم دخل فيه يوم أحد(5).


وصفه ومآله:


كل من تحدث عن مسجد الفسح من المؤرخين المتقدمين وصفه بأنه مسجد صغير، غير مسقوف، لاصق بالجبل، متهدم البناء(6).

وقد وصفه السيد الخياري في عهده بقوله: "وبناؤه الحالي عثماني وهو مرتفع على طرف الجبل وغير مسقوف وهو مربع الشكل وتجصيصه قديم"(7).

وهو مربع الشكل، طوله من الشمال إلى الجنوب 3,86م، وعرضه من الشرق إلى الغرب 3,20م، وهو متهدم، لم يبق منه إلا أجزاء يسيرة من الجدار الجنوبيّ بارتفاع نحو 2,10م، وسماكته 1,14م، والمحراب الجوّف واضح في منتصفه، ارتفاعه 1,83م، ومن الملاحظ أن سماكة هذا الجدار أكبر من سماكة الجدران الأخرى والتي بلغت سماكتها 75سم، وهذا يعود إلى وجود المحراب المجوف داخل الجدار(8).

وقد أحيط بشبك من السّلك الحديديّ للحفاظ على ما تبقى منه. إلا أن الشبك قد بلي لتقادم العهد به.

الأحداث التاريخية المرتبطة به:

ليست لدينا معلومات دقيقة تبين الزمن الذي بني فيه هذا المسجد، إلا أن ابن شبة (262هـ) أشار إلى أنه بني في زمن مبكر من تاريخ المسلمين، ولعلّ عمر بن عبد العزيز –رحمه الله– الذي ينسب له بناء عدد كبير من المساجد التاريخية في المدينة المنورة هو الذي قام ببنائه، وما بقاؤه عبر العصور وحرص المؤرخين(9) على وصفه والحديث عنه إلا دليل على مكانته، وأهميته كموقع ومعلم من معالم السيرة النبوية، والمدينة المنورة.

 


(1) ابن شبة عمر (ت: 262هـ): تاريخ المدينة، حققه: فهيم محمد شلتوت طبع على نفقة: السيد حبيب محمود أحمد – جدة 1399هـ، (1/42).

(2) الفيروز آبادي، مجد الدين أبي الطاهر محمد (ت: 817هـ): المغانم المطابة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1439هـ-2018م، (2/670)، العباسي، أحمد بن عبد الحميد (المتوفي في القرن العاشر الهجري): عمدة الأخبار في مدينة المختار صححه وحرر ألفاظه: محمد الطيّب الأنصاري وقام بتصحيحه: حمد الجاسم، توزيع المكتبة العِلميَّة - المدَينة المُنورّة الطبعة: الخامسة، ص184.

(3) المراغي زين الدين (ت: 816)، تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان الطبعة: الاولى1422هـ-2002م، ص220.

(4) السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تحقيق قاسم السامرائي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1422هـ/2002م (3/204).

(5) المطري جمال الدين محمد (741هـ): التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة، تحقيق: أ د سليمان الرحيلي، دارة الملك عبد العزيز، 1426هـ-2005م، ص126-127، كعكي عبد العزيز: معالم المدينة بين العمارة والتاريخ، المعالم الطبيعية الجبال، دار ومكتبة الهلال، 2/185، عبدالغني، محمد إلياس، المساجد الأثرية في المدينة النبويَّة، ط2، (المدينة المنورة: مطابع الرشيد، 1419هـ/1999م)، ص154.

(6) المطري: التعريف، ص126-127، السمهودي، وفاء الوفا 3/204-205، المراغي، تحقيق النصرة ص220. العباسي، عمدة الأخبار ص184.

(7) الخياري، أحمد ياسين (ت: 1380هـ):  تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا، تعليق عبيد الله محمد أمين كردي، دار العلم للطباعة والعلم، ط3 1412هـ-1991م، ص137.

(8) كعكي، معالم المدينة المنورة 4/364.

(9) وقد أحصى صاحب المساجد الأثرية من ذكره من المؤرخين. انظر محمد إلياس: المساجد الأثرية، ص155-157.

كود لاظهار الخريطه

qrcode

روابط ذات صلة


صور المعلم

qrcode