الاسم:
هو مسجد بني معاوية بن مالك بن عوف من الأوس(1). ولعل تسميته بمسجد الإجابة كما قال السمهودي(2)، هو بسبب ما ورد من أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمسجد بني معاوية فدخل فركع فيه ركعتين، ثم قام فناجى ربه، ثم انصرف(3).
الموقع:
يقع شمالي البقيع على يسار السالك إلى العريض، وسط تلول هي آثار قرية بني معاوية، يقع على بعد (385م) شمالي البقيع على العدوة الشرقية لشارع الملك فيصل (الستين) ويبعد عن التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي الشريف(580م)(4).
وصفه ومآله:
نقل السمهودي عن ابن النجار أنه أدركه خراباً وفيه أسطوانات قائمة ومحراب مليح وباقيه خراب، وقد علق السمهودي بأن أساطينه غير موجودة، وقد رُمّم ما تخرب منه، قال: وذرعته من المشرق إلى المغرب خمسة وعشرين ذراعاً ينقص يسيراً، وكان من القبلة إلى الشام عشرين ذراعاً ينقص يسيرا(5).
أما العياشي المتوفى سنة (1400هـ)؛ فقد أدركه متهدماً ولم يبقَ منه سوى مقدار القامة وهو من قسمين: جنوبي وفيه محراب، وشمالي وكان عليه قبة كما يظهر فبقي زمناً طويلاً حتى أدركته عناية الله بما حوله من المساكن، فعمرته الأوقاف، ودمج القسمان وصار مسجداً فخماً، وله مئذنة عجيبة الصنع تشرف على ما حولها(6).ثم تم بناؤه وتوسعته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله عام (1418هـ/1997م). ولا يزال قائماً إلى الآن(7).
وهو اليوم عبارة عن مبنى مسقف مساحته الإجمالية نحو (1000م2)، ويحتوي على مصلى للنساء في الجهة الشرقية الشمالية بمساحة (100م) وارتفاع السقف يتراوح ما بين (3،70م) و (5،70م) و (7،70م) وفي مقدمة المسجد قبة ارتفاعها (11،7م) بدون الهلال، وقطرها (9،50م) وفي الجنوب الشرقي منارة ارتفاعها (33،75م) ومع الهلال (36م)(8).
الأحداث التاريخية المرتبطة به:
الذي يظهر أن موضع مسجد بني معاوية (الإجابة) كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث صلى فيه كما ثبت في صحيح مسلم(9)، ولكنه لم يكن معروفاً بمسجد الإجابة إلا في القرون المتأخرة ولعل أول من ذكره بذلك ابن النجار (ت: 643هـ) حيث يصفه بقوله: إنه يعرف بمسجد الإجابة، وفيه اسطوانات قائمة ومحراب مليح وباقيه خراب(10).
ويظهر أنه بقي خراباً حيث لا يوجد خبرٌ عنه عند مؤرخي المدينة كأمثال محمد كبريت المتوفى سنة (1070هـ) والعياشي المتوفى سنة (1090هـ).
أما الأنصاري فقد وصفه بقوله: يقع هذا المسجد في ضاحية المدينة الشرقية، شمالي البقيع في وسط العرَصة المقابلة (شمالا) لبستان السَّمَّان، والمسجد مرتفع عما حواليه، وهو اليوم خرب، وأمامه بئر ذات درج، وهي اليوم يابسة، والمسجد مبني بالحجارة وبالجير(11).
وعلى كلٍّ فليس لمسجد بني معاوية (الإجابة) أي مزية أو فضيلة لمضاعفة الصلاة فيه.
(1) السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى – 1419هـ، (3/38).
(2) السمهودي: وفاء الوفاء، 3/38.
(3) ابن شبة عمر (ت: 262هـ): تاريخ المدينة، حققه: فهيم محمد شلتوت طبع على نفقة: السيد حبيب محمود أحمد – جدة 1399هـ، (1/68). أبو يعلى: أحمد بن علي، (ت: 307هـ): مسند أبي يعلى، تحقيق حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث – دمشق، الطبعة: الأولى، 1404هـ 1984م، (2/84)، رقم (734). قال محقق المسند حسين سليم أسد: إسناده صحيح.
(4) عبدالغني، محمد إلياس، المساجد الأثرية في المدينة النبويَّة، ط2، (المدينة المنورة: مطابع الرشيد، (1419هـ/1999م)، ص33.
(5) السمهودي: وفاء الوفاء، 3/38. ولم يذكر السمهودي هنا من الذي قام بترميمه ولا الزمن الذي رمم فيه.
(6) إبراهيم العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، طبع المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، 1392هـ، ص321-320.
(7) عبدالغني: المساجد الأثرية، ص34.
(8) عبد الغني: المساجد الأثرية، ص34.
(9) صحيح مسلم، رقم (2890).
(10) ابن النجار: محمد بن محمود (ت: 643هـ): الدرة الثمينة في أخبار المدينة. دراسة وتحقيق: صلاح الدين بن عباس شكر، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الطبعة الأولى 1427هـ، ص354.
قال الأنصاري: ويفهم من قول ابن النجار أنه يعرف بمسجد الإجابة أن هذا الاسم حادث له، أما اسمه الأصلي الوارد في الحديث فهو مسجد بني معاوية، وبنو معاوية من الأوس. الأنصاري: عبد القدوس (ت: 1403هـ): آثار المدينة المنورة، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية، 1378هـ، ص94. وهو كما قال فلم أجد –حسب المصادر التي اطلعت عليها– أحداً ذكره بمسجد الإجابة قبل ابن النجار المتوفى سنة (643هـ).
(11) الأنصاري: آثار المدينة، ص94.
روابط ذات صلة