الاسم:
اشتهر بمسجد المُصلى وذلك لكونه أحد المواضع التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتي العيد والاستسقاء(1)، وهو معروف اليوم بمسجد الغمامة وذلك لما قيل من أن غمامة حجبت الشمس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء صلاة الاستسقاء(2)، ولكن هذه التسمية لم تُذكر في الكتب القديمة(3).
الموقع:
يقع مسجد المصلى في الجنوب الغربي للمسجد النبوي الشريف، جنوب غربي المناخة، على بعد 500م من باب السلام(4)، ويبعد عن توسعة الملك فهد حوالي 310م(5).
وصفه ومآله:
لم يكن المصلى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مسجداً بل كان في صحراء لا بناء فيها(6)، والمسجد اليوم مستطيل الشكل، مبني بناءً متقناً بالحجارة، ومجصص من داخله وخارجه(8) يتكون من جزءين: المدخل، وصالة الصلاة(9)، وطول المسجد 32.5م، وعرضه 23.5م، ومساحته 763.7م، وارتفاعه12م(10)، تعلو سقفه ست قباب عالية، تقوم على عقود تحتها أعمدة بيض نقية وبه روقان، وبركنه الشمالي الغربي مئذنة قصيرة وبداخله محراب(11).
وقدد جددت عمارته مرات(12)، وفي سنة 1411هـ تمت عملية الترميم الشاملة للمسجد، بأمر من الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله(13). وقد أعيد ترميه وتأهيله تفعيله ضمن مشروع تأهيل مواقع التاريخ الإسلامي في المدينة المنورة.
الأحداث التاريخية المرتبطة به:
يُعد هذا المسجد من آخر المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد والاستقساء(14)، وهو ثاني موضع صلى فيه صلاة العيد، وذلك في السنة الثانية للهجرة، وقد تم بناء المسجد في هذا الموضع في عهد عمر بن عبد العزيز أثناء ولايته على المدينة المنورة (87-93هـ)(15)، ولا يعلم شيء عن بنائه بعد ذلك إلى أن جاءنا خبر عن تجديد المسجد من قبل السلطان حسن بن محمد بن قلاوون الصالحي، وذلك قبل عام 761هـ(16) ثم أجريت له إصلاحات في عهد السلطان إينال عام 861هـ(17)، وقام بعدها السلطان عبد المجيد الأول بتجديده تجديداً كاملاً(18). ثم أُعيد إعماره وتطويره في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، كما تم ترميمه ضمن مشروع تأهيل مواقع التاريخ الإسلامي في المدينة المنورة.
(1) ابن شبة عمر (ت: 262هـ): تاريخ المدينة، حققه: فهيم محمد شلتوت طبع على نفقة: السيد حبيب محمود أحمد – جدة 1399هـ، (1/133-134)، السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تحقيق قاسم السامرائي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1422هـ/2002م، (3/117)، كعكي عبد العزيز: معالم المدينة بين العمارة والتاريخ، المعالم الطبيعية الجبال، دار ومكتبة الهلال، (4/336).
(2) الخياري، أحمد ياسين (ت: 1380هـ): تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا، تعليق عبيد الله محمد أمين كردي، دار العلم للطباعة والعلم ، ط3 1412هـ-1991م، ص140. والحديث في ذلك لا أصل له.
(3) عبدالغني، محمد إلياس، المساجد الأثرية في المدينة النبويَّة، ط2، (المدينة المنورة: مطابع الرشيد، 1419هـ/1999م)، ص232.
(4) الأنصاري، عبد القدوس (ت: 1403هـ): آثار المدينة المنورة، المكتبة السلفية بالمدية المنورة الطبعة الثالثة 1393هـ-1973م، ص122، عبدالغني: المساجد الأثرية، ص232، كعكي: معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، 4/340-341.
(5) كعكي: معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، 4/341.
(6) السمهودي: وفاء الوفاء (3/7).
(7) كعكي: معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، 4/347.
(8) الأنصاري : آثار المدينة المنورة، ص122.
(9) مصطفى، صالح لمعي، المدينة المنورة تطورها العمراني وتراثها المعماري، (دار النهضة العربية، بيروت د. ط:1981م)، ص138.
(10) عبدالغني: المساجد الأثرية، ص233.
(11) الأنصاري: آثار المدينة، ص122، محمد إلياس : المساجد الأثرية، ص233.
(12) الأنصاري: آثار المدينة، ص124.
(13) عبد الغني: المساجد الأثرية، ص233-234.
(14) ابن شبة : تاريخ المدينة، (1/133)، المطري: التعريف، ص146، كعكي: معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، 4/336.
(15) السمهودي: وفاء الوفاء، (3/122).
(16) الأنصاري: آثار المدينة، ص124، لمعي، المدينة المنورة وتطورها العمراني ص135.
(17) الأنصاري: آثار المدينة، ص123-124، لمعي، المدينة المنورة وتطورها العمراني ص135.
(18) لمعي، المدينة المنورة وتطورها العمراني ص137.
روابط ذات صلة