الاسم:
تعددت مسميات هذا المسجد(1)، وهي مأخوذة إما من الروايات وإما من الموقع أو البستان الذي بني المسجد فيه، فأطلق عليه مسجد السجدة(2)، والشكر(3)، والأسواف(4)، والبحيري(5)، والسافلة(6)، وأبي ذر وهو الاسم الذي يشتهر به اليوم(7).
الموقع:
يقع المسجد على يمين طريق السالك إلى أحد من طريق الأسواق، عند النخيل المعروفة بالبحير(8)، وأما تحديده اليوم فهو في الجهة الشّماليّة من المسجد النبوي على بعد 900 متر، عند التقاء شارع أبي ذرّ بشارع المطار(9).
وصفه ومآله:
وصفه المطريُّ، ومِن بعده السمهوديُّ بأنه مسجد صغير جداً طوله ثمانية أذرع في مثلها(10) وقد بقي المسجد على الحال الذي وصفه السّمهودي إلى الثّمانينات من القرن الرّابع عشر الهجري، إذ وصفه عدد من مؤرخي القرن المذكور وما قبله بأنه مسجد صغير غير مسقوف وغير مجصص(11).
وفي العهد السعودي أُعيد بناء المسجد، وضوعفت مساحته، وبلغت 182,3متراً مربّعاً، بطول 18 متراً وعرض 10.13متراً، وعملت له منارة في ركنه الشّمالي الغربي(12)، وهو لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا، وهو معروف بمسجد أبي ذر.
الأحداث التاريخية المرتبطة به:
يعد المطري (المتوفي 741هـ) أوّل من أشار إلى هذا المسجد، ونبّه المؤرّخين إلى مكانه، وحدّد موقعه، وصفته(13)، وقد استند المؤرخون في تحديد هذا المسجد، والمعروف منذ القرن الثّامن -على أقلّ تقدير- باسم: (مسجد أبي ذرّ الغفاري –رضي الله عنه-) بأنه قد أقيم في الموضع الذي سجد فيه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سجدة الشّكر بعد أن بشّره جبريل عليه السّلام: أن من صلّى عليه، صلّى الله عليه، ومن يسلّم عليه سلّم الله عليه(14)، فكان لهذا الحدث التاريخي ارتباط كبير بهذا المسجد، بل إنه أخذ أحد أسمائه منه، وقد تناقل المؤرخون ما بعد المطري، أخبار هذا المسجد(15)، فذكر الأنصاري أنه مسجد خرب(16)، وأما العياشي فيذكر أنه أدركه مهدماً ولم يبقَ منه سوى مقدار القامة(17).
(1) حول تعدد مسميات هذا المسجد انظر الشنقيطي، محمد غالي (ت: 1409هـ/1988م)، الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، د. ط، (قطر: مطابع الدوحة الحديثة، د.ت)، ص170-171، عبدالغني، محمد إلياس، المساجد الأثرية في المدينة النبويَّة، ط2، (المدينة المنورة: مطابع الرشيد، 1419هـ/1999م)، ص92-93.
(2) ابن شبة عمر النميري (المتوفى: 262هـ)، تحقيق فهيم محمد شلتوت، طبع على نفقة: السيد حبيب محمود أحمد – جدة، 1399هـ، (1/73).
(3) لعياشي، إبراهيم بن علي (ت: 1400هـ): المدينة بين الماضي والحاضر، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، ت ط1392هـ-1972م، ص328.
(4) السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تحقيق قاسم السامرائي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1422هـ/2002م، (3/210).
(5) السمهودي: وفاء الوفاء، (3/209)، العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، ص327.
(6) المطري جمال الدين محمد (741هـ): التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة، تحقيق: أ د سليمان الرحيلي، دارة الملك عبد العزيز، 1426هـ-2005م، ص147-148، أمحزون، محمد. المدينة في رحلة العياشي: دراسة وتحقيق. الكويت: دار الأرقم للنشر والتوزيع، 1408هـ/1988م، ص144.
(7) السمهودي: وفاء الوفاء 3/209.
(8) السمهودي: وفاء الوفاء 3/208.
(9) محمد إلياس: المساجد الأثرية، ص92-93.
(10) السمهودي: وفاء الوفاء 3/208.
(11) علي بن موسى، رسالة في وصف المدينة ص16، الأنصاري، عبد القدوس، آثار المدينة المنورة، ص14، العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، ص327.
(12) عبدالغني، محمد إلياس، المساجد الأثرية في المدينة النبويَّة، ط2، (المدينة المنورة: مطابع الرشيد، 1419هـ/1999م)، ص94
(13) المطري: التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة، ص147-148، السمهودي: وفاء الوفاء 3/209.
(14) البيهقي، أحمد بن الحسين (458): شعب الإيمان، حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند الطبعة: الأولى، 1423هـ-2003م، (3/125). أبو يعلى، أحمد بن علي (ت: 307هـ): مسند أبي يعلى، تحقيق حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث – دمشق، الطبعة: الأولى، 1404-1984 (2/158)، وقال المحقق: إسناده ضعيف.
(15) السمهودي: وفاء الوفاء، 3/209.
(16) الأنصاري: عبد القدوس (1403هـ): آثار المدينة المنورة، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، ط3، 1393هـ/1973م، ص14.
(17) العياشي، إبراهيم بن علي (ت: 1400هـ): المدينة بين الماضي والحاضر، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، ت ط1392هـ-1972م، 320-321.
روابط ذات صلة