الاسم:
وَعِيْرَةُ: -بفتح الواو، وكسر العين المهملة، وسكون المثنَّاة تحتُ، وفتح الراء، ثم هاء- من الوعورة، وهي: الخشونة في الأرض، يقال: أرض وعرة ووعيرة، أي: خشنة، صعبة المسلك، كثيرة الحجارة(1)، وهو: اسم لجبلين شاهقين في المدينة المنوّرة(2).
الموقع:
يقع خلف أحد، إلى الشّمال الشرقي منه، غرب المطار المدني، يرى من قمّة أحد خلفه، من جهة الشّرق جانحاً إلى الشّام(3)، يبعد عن المدينة مسافة عشرين كيلاً، والطّريق إليه من الحرم على طريق المطار ثم مفرق حيّ وعيرة (طريق تبوك القديم)(4)، وهما على تسعة كيلو مترات عن طريق العُريض، وعلى أحد عشر كيلو متراً عن طريق جبل ثور(5).
وصفه ومآله:
يمتدّ جبل وعيرة من الشّمال إلى الجنوب، ويتألّف من قطعتين حمراوين متجاورتين ترى شبه متلاصقتين: شماليّة كبرى، تدعى: وعيرة، وجنوبية صغرى، تدعى: وُعَيْرة بضم أوله على التّصغير، وقد سمّيتا بذلك لشدّة وعورتهما(6)، وقد سجّلت في الأولى أعلى قمّة في جبال المدينة المنوّرة، وعليها أجهزة مراقبة جوّيّة للطيران (رادار)، كما اتّخذت الطيور من قننه الشّاهقة مأكراً، وطيرة وعيرة يضرب بها المثل(7)، وإلى هذا الجبل ينتهي حدّ العالية الأقصى من جهة الشّمال الشّرقي(8).
الأحداث التاريخية المرتبطة به:
وتأتي أهميّة هذا الجبل من كونه مذكوراً بالاسم في حديث كعب بن مالك رضي الله عنه كحدّ من حدود حمى الشّجر للمدينة المنوّرة من جهة الشّرق، فقد روى ابن زبالة وغيره عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: (حمى الشّجر ما بين لابتي المدينة إلى وعيرة، وإلى ثنيّة المحدث، وإلى أشراف مخيض، وإلى ثنيّة الحفياء، وإلى مضرب القبّة، وإلى ذات الجيش، من الشّجر أن يقطع، وأذن لهم في متاع النّاضح أن يقطع من حمى المدينة)(9)، وقد وصلت إليه الحمم المنصهرة من الصّخور المذابة إثر البركان العظيم الذي ثار يوم الاثنين الأوّل من شهر جمادى الآخرة سنة 654 هجريّة، والتي كان خروجها من جهة بني قريظة، ثمّ امتدّت في المشّرق، ثمّ اتّجهت إلى الشّمال، وقد جرى جانبها الشّرقيّ ناراً وصخوراً، فحالت دونها الجبال، فاندفعت في وادي الشّظاة، ووصلت إلى الحرة الشّرقيّة(10).
(1) الفيروز آبادي، مجد الدين أبي الطاهر محمد (ت: 817هـ) المغانم المطابة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1439هـ-2018م، (150/4). السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، تحقيق قاسم السامرائي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1422هـ/2002م، (1/209).
(2) العياشي، إبراهيم بن علي (ت: 1400هـ): المدينة بين الماضي والحاضر، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، ت ط1392هـ-1972م، ص493.
(3) كعكي عبد العزيز: معالم المدينة بين العمارة والتاريخ، المعالم الطبيعية الجبال، دار ومكتبة الهلال (41/1).
(4) التمام، غازي بن سالم، رسائل في آثار المدينة، النادي الأدبي بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1421هـ-2002م، ص91-92.
(5) العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر ص493.
(6) العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر ص493.
(7) التمام: رسائل في آثار المدينة، ص91.
(8) العياشي: المدينة المنوّرة بين الماضي والحاضر، ص493.
(9) ابن زبالة محمد بن الحسن(ت: 199هـ): أخبار المدينة، جمع وتوثيق ودراسة: صلاح عبد العزيز زين سلامة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة: الأولى 1424هـ - 2003م، ص189. ومدار الحديث على ابن أبي يحيى، وهو متروك. تقريب التهذيب: (ص: 93، ت: 241).
(10) العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر ، ص500.
روابط ذات صلة