الاسم:
وَرِقان -بفتح أوله، وكسر ثانيه- وهو جبل عظيم أسود يميل إلى الحمرة، على يمين المصعد من المدينة إلى مكة(1)، ويعرف عند بعض الناس بجبال ورقان -بصيغة الجمع- وذلك لكثرة تكويناته المتشعبة وهضابه المتلاحقة(2).
الموقع:
هو من أعظم ما يكون من الجبال ينقاد من سيالة إلى الجي بين العَرْج والرُّوَيثة، وبسفحه عن يمينه سيالة ثم الروحاء ثم الرُّوَيثة ثم وادي الجِيِّ(3)، وهو يقع في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي الشريف بمسافة خمسة وخمسين كيلومتر تقريباً. ويظهر جبل ورقان بطرفه الشرقي للسالك لطريق المدينة - جدة السريع المعروف بـــــ"طريق الهجرة" بعد تجاوزه لآبار الماشي يميناً، ويشرف جبل ورقان بطرفه الغربي على طريق "المدينة - جدة القديم" ويبدو واضحاً عند منطقة الروحاء أو ما تعرف عند بعض الناس منطقة بئر الروحاء، كما يظهر أيضا بوضوح من منطقة الفريش بالقرب من مبنى إدارة الطرق(4).
وصفه ومآله:
يوصف ورقان بأنه كثير أنواع الشجر، منها المثمر وغير المثمر كالقَرَظ والسماق، وفيه أوشال وعيون، وسكانه بنو أوس من مزينة قوم صدق(5)، وهو ينتج عسلاً فائق الجودة، وفيه أشجار ونبات وأزهار كثيرة يطول في ذكر أسمائها التعداد، ولا يوجد في غيره من البلاد(6). وتسيل منه شعاب، سكانه اليوم من عَوْف من حَرْب(7)، وللنّاس تغنٍّ بعسر مرقاه ومنعته(8) ويحاط هذا الجبل بالكثير من الهضاب والصخور الوعرة وخاصة من الجهة الجنوبية والشمالية، ويشير أهل المنطقة والمجاورين له بأن في داخل هذا الجبل تعيش الكثير من الحيوانات البرية و قد شاهدوها لأكثر من مرة(9).
الأحداث التاريخية المرتبطة به:
لقد سطرت الأخبار والأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والمتعلقة بهذا الجبل، التاريخ الحقيقي والفعلي له، فهي التي أكدت على أهميته، ورسمت تاريخه، مما جعله معلماً معروفاً لدى الناس، ومن ذلك ما روي عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله قال: مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام، وكل ضرس مثل أحد، وفخذه مثل ورقان، وجلده سوى لحمه وعظامه أربعون ذراعاً(10)، كما وورد عن كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم في أول غزوة غزاها الأبواء، نزل بعرق الظُّبَية، وهو المسجد الذي دون الروحاء فقال: "أتدرون ما اسم هذا الجبل؟" قالوا: الله ورسوله أعلم قال: "هذا حَمْتٌ، جبل من جبال الجنة، اللهم بارك فيه، وبارك لأهله"، ثم قال: "هذا سجاسج للروحاء، وهذا واد من أودية الجنة، وقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا(11)، ومنه حديث "رجلان من مزينة ينزلان جبلا من جبال العرب يقال له ورقان، فيحشر الناس ولا يعلمان"(12)، كما أورد ابن حجر من طريق محمد بن طلحة التيمي قال سمعت أنه أسس البيت من ستة أجبل من أبي قبيس ومن الطور ومن قدس ومن ورقان ومن رضوى ومن أحد الطريق الثالثة(13) إلى غير ذلك من الأحاديث والآثار، والتي يغلب عليها الضعف، إلا إنها تُبرز مكانة هذا الجبل، ووجوده في تاريخ المدينة كمعلم من معالمها، فمجرد ذكره، تأكيد على وجوده وأهميته.
خرائط من قوقل إيرث:
[خريطة رقم (1) امتداد جبل ورقان إلى الفريش].
[خريطة رقم (2) إحداثيات جبل ورقان]
[خريطة رقم (3) المسافة بين ورقان والمدينة].
[خريطة رقم (4) المسافة بين خلص والمدينة].
[خريطة رقم (5) إحداثيات ثنية الغائر].
[خريطة رقم (6) إحداثيات عقبة ركوبة].
[خريطة رقم (7) ثنية الغائر وعقبة ركوبة].
[خريطة رقم (8) عقبة ركوبة].
[خريطة رقم (9) سلسلة جبل خَلَص].
(1) الحموي شهاب الدين ياقوت (ت: 626هـ): معجم البلدان دار صادر، بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية، 1995م، (372/5)، الفيروز آبادي، مجد الدين أبي الطاهر محمد (ت: 817هـ) المغانم المطابة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1439هـ-2018م، (1497-4/1498)، السمهودي، علي بن عبد الله أبو الحسن (ت: 911هـ): وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الأولى 1419هـ، (163/4).
(2) كعكي عبد العزيز: معالم المدينة بين العمارة والتاريخ، المعالم الطبيعية الجبال، دار ومكتبة الهلال، (92/1).
(3) الحموي: معجم البلدان (372/5)، الفيروز آبادي: المغانم المطابة، (1498-4/1499)، السمهودي: وفاء الوفاء (163/4).
(4) كعكي:معالم المدينة، (92/1).
(5) السمهودي: وفاء الوفاء، (163/4).
(6) اليافعي عبد الله بن أسعد (ت 768هـ): مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، وضع حواشيه: خليل المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ - 1997م، (214/4).
(7) الحموي: معجم البلدان (372/5)، البلادي، عاتق بن غيث: معجم معالم الحجاز، ط2، (مكة المكرمة: دار مكة، 1431هـ/2010م)، (1804-4/1805).
(8) البلادي، عاتق بن غيث: معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، الحجاز، دار مكة للنشر والتوزيع، مكة المكرمة الطبعة: الأولى، 1402هـ - 1982م، ص333.
(9) كعكي: معالم المدينة، (93/1).
(10) أخرجه الإمام أحمد في المسند: (333/17)، (11232)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: (18606)، وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، وفيه: ابن لهيعة، وقد وثق على ضعفه، ابن أبي الدنيا (ت: 281): صفة النار، تحقيق محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم - لبنان / بيروت، الطبعة: الأولى، 1417هـ - 1997م، ص30.
(11) ابن شبة: تاريخ المدينة، ص80. ولا يثبت؛ لأن فيه كثير بن عبد الله: ضعيف أفرط من نسبه إلى الكذب. تقريب التهذيب: (ص: 460، ت:5617).
(12) العقيلي (ت: 322هـ) الضعفاء الكبير، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، الناشر: دار المكتبة العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1404هـ - 1984م. (164/4). وقال: وَلَيْسَ لَهُ أَصْلٌ. أي أنه لا يصح.
(13) ابن حجر أحمد بن علي (ت: 852هـ): فتح الباري شرح صحيح البخاري رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، دار المعرفة - بيروت، 1379، (407/6).
روابط ذات صلة