الاسم:
سميت بعين الأزرق نسبة إلى زرقة عيني مروان بن الحكم والي المدينة، ثم حرف الاسم إلى ما يعرف بالعين الزرقاء، ويقال: أنها سميت بذلك لصفاء مائها(1).
الموقع:
تقع منابع العين في منطقة قباء على بعد ثلاثة أكيال ونصف الكيل جنوب المدينة المنورة، ومنبعها الأصلي من بئر غربي مسجد قباء، داخل بستان الجعفرية(2). في أرض غنية بالمياه، ومرتفعة عن أرض المدينة؛ مما مكن جريانها طبيعياً عبر القنوات.
وصفه ومآله:
حرص عدد من المؤرخين(3) على وصف هذه العين، وتحديد منابعها حسب جريان الماء منها، وكيفية اتصالها ببعضها، فوصفوها بأنها بئر واسعة الأرجاء، محكمة البناء، متوسطة الرِّشا، عذبة الماء(4)، أُضيف إليها آبار كثيرة في أوقات متفاوتة كبئر أريس، وبئر الرباط، وبئر بويرة.
كما أنها أُمدت بينابيع حفرت جنوب بئر الأزرق أيضاً، وهي تجري من مصادرها الى بئر الشلالين، وتفيض فيه ثم تسير العين في طريقها إلى المدينة فتصادفها بئر الغربال فتفيض فيها هذه البئر بواسطة قناة خاصة بها، ثم تسير هكذا حتى تصل إلى بئر يقال لها: بئر جديلة. وهناك ينقسم المجرى إلى قسمين: أعلى وأدنى، فالأعلى هو العين الزرقاء، والأدنى ماؤه مالح من بئر جديلة، وفي مسيرها تتصل بعدة آبار، مما يُساعد العين على وصولها إلى المدينة(5).
وقد ظلت العين الزرقاء تمد سكان المدينة وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالماء العذب لقرابة 1300 عام، إلى أن تم إنشاء مصلحة المياه سنة 1398هـ، والتي ضمت إليها مصلحة العين الزرقاء، بالإضافة لمرفق المجاري(6)، ثم استعيض عنها بمشروع تحلية مياه البحر(7).
الأحداث التاريخية المرتبطة به:
لم تفصل كتب التاريخ المتقدمة عن كيفية إدارة العين وصيانتها، ولا بد أنه كان لها تنظيم منذ تأسيسها، وما لدينا من معلومات عن إدارتها يسير جداً، منه ما ذكره العباسي عام (1035هـ) من أن لهذه العين في زمانه خداماً، وعليهم ناظر، لا يزالون يعملون فيها، تحت إمرة السلطان العثماني فيصلحون ما خرب منها، ويتفقد أحوالها على مر الأزمنة(8)، حيث شهدت في العصر العثماني إصلاحات كثيرة، وإضافة منابع عديدة لها لزيادة مائها(9) كما تحدثت المصادر التاريخية عن أن للعين أوقافاً كثيرة، كان ينفق منها على صيانة العين، وعلى من يقومون بخدمتها(10).
وقد كان أول تنظيم للعين في عام (1332هـ)، إذ شكلت الحكومة العثمانية لجنة للإشراف عليها ثم تلا ذلك تشكيل لجنة إشراف مستقلة على العين في العهد السعودي عام (1344هـ)، وكانت قبل ذلك تتبع لبلدية المدينة المنورة، وقد تكونت هذه اللجنة من ثمانية أعضاء يرأسها السيد زين العابدين مدني.
كما أنشئت في تلك الفترة دار لاجتماعات اللجنة بجانب منهل باب السلام، وفي عهد الملك سعود أسست إدارة العين الزرقاء، وظلَّت تحت هذا المسمى حتى عام (1398هـ)، ثم أحدثت إدارة جديدة بمسمى مصلحة المياه والصرف الصحي تولت شؤون العين(11).
الصور:
شكل (8): منهل المناخة.
شكل (9): منهل باب السلام.
شكل (11): الأماكن التي كانت تمدها العين بالماء من الدبلين العلوي والسفلي.
المرجع: جمعت المعلومات وصنفت من كتابي التحفة الشماء ومرآة الحرمين.
شكل (12): مسقط أفقي ومقطع رأسي تقريبي للمنهل.
المصدر: تصور من ذاكرة المؤلف.
شكل(13): مبنى إدارة العين الزرقاء الواقع بين بابي السلام والرحمة.
المصدر: الخياري(4).
(1) المطري، محمد بن أحمد: التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة. المدينة المنورة: المكتبة العلمية، 1402هـ، ص57.
(2) المطري: التعريف، ص57، الفيروز آبادي, مجد الدين محمد بن يعقوب: المغانم المطابة في معالم طابة. تحقيق حمد الجاسر, الرياض: دار اليمامة، 1391هـ/1970م، ص295، العباسي، أحمد بن عبدالحميد. عمدة الأخبار في مدينة المختار. ط2، أسعد درابزوني (الناشر)، (د. ت)، ص379.
(3) من المؤرخين الذين وصفوها، خلال الحقب التاريخية التي عايشوها، المطري: التعريف، ص6768، المراغي: تحقيق النصرة، ص167-168، وغيرهم كثير، وقد عدهم الخياري في كتابه تاريخ معالم المدينة، ص210-212.
(4) الفيروز آبادي: المغانم المطابة، ص295، العباسي: عمدة الأخبار، ص379.
(5) الخياري، أحمد ياسين، التحفة الشماء في تاريخ العين الزرقاء. ط2، 1412هـ/1992م ص31. وقد اقتصرت على نقل وصف الخياري، لأنه عايش الحقبة الأخيرة لهذه العين.
(6) الخياري: التحفة الشماء، ص41.
(7) الخياري، أحمد ياسين (ت: 1380هـ):تاريخ معالم المدينة المنورة قديمًا وحديثًا، تعليق عبيدالله محمد أمين كردي، دار العلم للطباعة والعلم، ط3 1412هـ-1991م، 215.
(8) العباسي، ص445، أمحزون، محمد. المدينة في رحلة العياشي: دراسة وتحقيق. الكويت: دار الأرقم للنشر والتوزيع، 1408هـ/1988م، ص115.
(9) الخياري: التحفة الشماء، ص22.
(10) الخياري: التحفة الشماء، ص29-34.
(11) الخياري: التحفة الشماء، ص29.
روابط ذات صلة