مكتبة المصحف الشريف

كان إنشاء هذه المكتبة بتوجيه من جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، حين وجّه بإنشاء مكتبة المصحف الشريف في المسجد النبوي، فجُهّز لها مكان في الجهة الغربية من المسجد فوق مدخل باب الصديق، وأصبحت تابعة لوزارة الحج والأوقاف، التي أنفقت على تكوينها من ميزانيتها، وقد افتتحها سمو الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، نيابة عن جلالة الملك فيصل في موسم حج عام 1391هـ.

 

وكانت المكتبة داخل مبنى التوسعة السعودية الأولى، في الجدار الغربي من التوسعة السعودية الأولى في أعلى باب أبي بكر الصديق. وتحتوي المكتبة على مجموعات كثيرة من المصاحف الخطية النادرة القديمة للقرآن الكريم، إضافة إلى مجموعات أخرى جمعت من مساجد ومكتبات وقفية، وعددها يناهز الألفي مصحف، كما توجد في المكتبة العديد من الربعات القرآنية والتي بلغ عددها (84) ربعة(1).

 

وتعود مقتنيات هذه المكتبة إلى عصور سابقة تمتد إلى زمن العباسيين، ومن ذلك أنه يوجد بها أقدم مصحف يعود تاريخ نسخه إلى عام 549هـ، بخط أبي سعيد محمد بن إسماعيل بن محمد، وحجم هذا المصحف (20×30سم)، وتاريخ إهدائه مؤرخ عام 1253هـ.

 

ومنها مصحف مخطوط ذو حجم كبير قياسه (142.5×80سم)، ووزنه (154) كيلوجرام، وهو بخط غلام محيي الدين كتب سنة 1240هـ، وتحفظ هذه المصاحف داخل خزانات خاصة بها مصنوعة من الخشب.

 

وكانت هذه المصاحف محفوظة في الروضة الشريفة بالمسجد النبوي عبر القرون الماضية، وقد بلغ عددها في العهد السعودي الزاهر (2178) مصحفاً مخطوطاً.

 

ومن نوادر ما تحويه هذه المكتبة من المصاحف المخطوطة، مصحف يرجع تاريخ نسخه للدولة العباسية عدد أوراقه (441)، وأسطر كل صحيفة (14) سطراً، ومقاسه (27×29)، وهو بخط النسخ، ومن أقدم المصاحف الموجودة بالمكتبة. وكذلك من المصاحف القديمة التي احتوتها المكتبة مصحف كتب على الورق العادي، وسنة كتابته عام 549هـ، ومقاسه (20×30) سم، وتاريخ إهدائه عام 1253هـ، وهو مصحف متوسط الحجم.

 

وقد استقرت المكتبة الآن ضمن المكتبات التي ضمها مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية.

 


(1) المراد بالربعة صندوق من خشب ذي صفائح وحلق، يُقسم داخله بيوتاً بعدد أجزاء المصحف، ويجعل في كل بيت منه جزء من المصحف، وإطلاقها على المصحف مجازاً. «المكتبات العامة بالمدينة المنورة» لحمادي التونسي (ص: ن).

كود لاظهار الخريطه

qrcode

روابط ذات صلة


صور المعلم

qrcode