قصر عروة بن الزبير


الاسم:


يعد قصر عروة بن الزبير أشهر قصور المدينة، وأكثرها ذكراً، وهو ينسب إلى عروة بن الزبير بن العوام التابعي الجليل أحد الفقهاء السبعة في المدينة(1).


الموقع:


يقع قصر عروة غربي المدينة؛ على الطّريق المؤدّية إلى ذي الحليفة ميقات أهل المدينة، طريق (المدينة - جدة - مكة) القديم، على شاطئ وادي العقيق المبارك؛ في الجهة الجنوبية الشّرقية منه؛ بطرف حرّة الوبرة (الحرة الغربية)؛ جنوب سدّ عروة؛ عند طرفه الشّرقي، ويعد المكان الذي اختاره عروة لبناء القصر متميزاً، من حيث إشرافه على الجادة الرئيسة المؤدية إلى مكة وغيرها من الأماكن في تلك الناحية، ومن حيث خصوبة أرضه وجودتها.


وصفه ومآله:


كان قصر عروة بن الزبير قصراً منيفاً، مدرّج الشّكل، بنيت جدرانه وأساساته من الحجارة البركانية المنتشرة في الموقع؛ بوابته في الجهة الجنوبية؛ وتتوزّع وحداته المعمارية حول أفنيته الثلاثة الداخليّة؛ وقد تمّ الكشف عن أساسات معماريّة لثماني غرف موزّعة داخل القصر، تبلغ مساحته الإجمالية حوالي: (40 في 30م) وقد أثبتت المكتشفات الأثرية وجود مسجد مشيد بالقرب من القصر، كما عثر في الموقع على بعض القطع الأثريّة الهامّة، من فخاريّات، وقطع من الحجر الصّابوني، وقطع زجاجيّة، وأخرى دقيقة؛ تعود في أغلبها إلى العصر الأموي والعبّاسي(2).

ولا تزال أطلال قصر عروة بن الزبير شاهدة على سنوات الرخاء والاطمئنان التي عاشتها أهل المدينة في تلك الحقبة التاريخية.


الأحداث التاريخية المرتبطة به:


تذكر المصادر التّاريخيّة أن عروة لما بدأ بحفر أساسات القصر والآبار قيل له: إنك لست بموضع مدر، أي: أن الموقع ليس فيه الطين العِلْكُ الَّذِي لَا رَمْلَ فِيهِ، والذي يهيئ الأرض للزراعة. فقال: يأتي الله به من النقيع، فجاء سيل يحمل المدر ودخل في مزارعه فكساها(3).

وتذكر المصادر أيضاً: أن عروة بنى قصره على شكل دائرة، وبعد أن أكمل بناءه، اتُهم عروة عند أمير المدينة آنذاك عمر بن عبد العزيز بأنه حمل على حق السلطان. فهدم عمر بن عبد العزيز قصر عروة، وسد آباره. فلما بلغ الخبر الوليد بن عبد الملك، كتب إلى عمر بن عبد العزيز: ما عروة ممن يتّهم، فدعه وما انتقص من حق السلطان ثم أعاد بناء قصره(4).

وكان هذا القصر بحكم موقعه على الطريق بين مكة والمدينة بيتاً للضيافة والكرم، روي أنّ عروة كان إذا أرطب نخله يكسر حائطه - سور حديقته - فيدخل النّاس فيأكلون ويحملون، وبلغ من كرمه أنّه تصدّق بقصره وأرضه وبئره على المسلمين، وأوصى بذلك الوليد بن عبد الملك فولّاه ابنيه يحيى وعبد الله، ثمّ توفّي يحيى فأقام فيه عبد الله نحواً من أربعين سنة، ثمّ توفّي عبد الله فوليها هشام، ثم عبد الله بن عروة(5).

 


(1) الفيروز آبادي، مجد الدين أبي الطاهر محمد (ت: 817 هـ): المغانم المطابة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الطبعة الثانية 1439هـ-2018م، (3/1323)، شراب محمد بن محمد حسن: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، دار القلم، الدار الشامية - دمشق - بيروت الطبعة: الأولى - 1411هـ، (1/226).

(2) العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر ص428.

(3) الفيروز آبادي، المغانم المطابة (3/24).

(4) السمهودي، وفاء الوفاء (3/190).

(5) السمهودي، وفاء الوفاء (3/191).

كود لاظهار الخريطه

qrcode

روابط ذات صلة


صور المعلم

معالم ذات صلة